تسأل قارئة ابنتى مصابة بمرض فقدان الشهية العصبى، فما طرق علاج هذا المرض، مع العلم أن ابنتى 17 سنة ترفض تماما العلاج الدوائى بعد أن تم تشخيص المرض، وقد تفاقمت حالتها حتى أصبحت هذيلة لا تستطيع الذهاب الى المدرسة يوميا ولا متابعة دروسها مع العلم أن مستواها الدراسى كان ممتاز. هل هناك حل لذلك وهل يمكننى علاجها فى مستشفى، فأنا أخشى فعلا أن تموت من عدم الأكل؟
تجيب على السؤال الدكتورة هبة عيسوى أستاذ أمراض الطب النفسى بجامعة عين شمس قائلة: "المصابون بفقدان الشهية العصبى لهم علاج متعدد الجوانب يشمل الدعم الموجه للعناية بتغذيتهم، تقديم المشورات النفسية. ويمكن أن يجرى العلاج داخل المستشفى، أو بالعيادة الخارجية تبعا لوزن المصاب فإذا فقدت الفتاة 15 فى المائة أو أكثر من وزن جسمها المثالة، أو حدوث إصابتها بمضاعفات طبية فإن من الواجب إدخالها للعلاج فى المستشفى".
ومن الطرق الأكثر قبولا ونجاحا فى علاج مرض فقدان الشهية العصبى هى طريقة" مودزلى" التى تعتمد على العلاج الغذائى وعلى دور الأسرة بالتعاون مع الطبيب النفسى وتتكون من ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى، يعمل الأطباء معا مع الوالدين والإخوة بحيث يتعلمون كيف يضعون الإستراتيجية اللازمة لتدريب وتشجيع المرضى على تناول كميات أكثر من الطعام ـ مع المراقبة الدقيقة، مثل الجلوس قرب المريض للتأكد من أنه يتناول الطعام، وقياس وزنه بانتظام. والأهم مراقبته حتى لا يتقىء بعد الأكل.
وفى المرحلة الثانية، وبعد أن يبدأ المرضى بالأكل بشكل شبه طبيعى ويزداد وزنهم، يتحول الاهتمام نحو التعرف على جوانب حياة الأسرة مع عملية الدفع الإيجابى ـ مثل الثناء عند الحصول على زيادة فى الوزن ـ مع المراقبة الدقيقة للمريض حتى لا يقوم بعمل تمرينات رياضية عنيفة على مدار اليوم.
ثم فى المرحلة الثالثة، وبعد وصول المريض إلى وزنه الطبيعى، يعمل الأطباء مع المرضى والأسرة لتحسين العلاقات بين أفرادها، والتحدى الكبير هو إجراء هذه المرحلة من العلاج بطريقة يتعاطف فيها الطبيب مع المريض، بدلا من طريقة فرض العقوبات.
* العلاج الغذائى
يعتمد على الزيادة التدريجية فى كميات السعرات الحرارية التى يتناولها المريض، والحد من ممارسته للتمارين الرياضية، بهدف زيادة وزنه. وفى المستشفى تكون الزيادة بمقدار (900 غرام إلى 1.25 كيلوجرام تقريبا) أسبوعيا هدفا معقولا. أما فى العيادة الخارجية فإن الزيادة بين (225 إلى 450 جراما تقريبا) تكون هى المطلوبة.
وأخيرا لا داعى لاستعمال أنابيب التغذية إلا فى الحالات المعرضة لخطر الموت، لأنها تحد من هدف العلاج وهو اعتماد المريض على قدراتة ووضعه لأهدافه بنفسه دون تسلط من أفراد الاسرة.
الكاتب: عفاف السيد
المصدر: موقع اليوم السابع